المقالات
فوائد من كتب (المشيخة والبرامج والفهارس)
إن من الكتب المهمة التي يحسُن بطالب العلم أن يعتني بها، وأن يقوم بجردها، والاستفادة مما فيها من المعلومات المتنوعة كتب (المشيخة والبرامج والفهارس)، وهي كتب يذكر فيها العلماء شيوخهم ومروياتهم التي أسندوها عنهم من الكتب أو غيرها، وهي تتضمن فوائد عديدة لا تخفى على من يطلع عليها، منها:
· ذكر كثير من الكتب بأسمائها، مع ذكر طريق تلقيها عند المؤلف.
· ذكر كثير من الأعلام العلماء، والترجمة لبعضهم، وذكر شيء من مناقبهم، ونوادر من أخبارهم وأحوالهم.
· ذكر بعض النوادر والفوائد المتعلقة بالكتب أو بالعلماء.
للاستزادة: ينظر ما ذكره الدكتور عامر حسن صبري في مقدمة تحقيقه لـ (مشيخة الإمام سراج الدين القزويني).
وسأذكر بعض الكتب التي ذكرها سراج الدين القزويني (ت: 750هـ) في مشيخته، وقد طبع تحت عنوان (مشيخة الإمام سراج الدين عمر بن علي القزويني).
1) (ص: 149) كتاب التجريد والمدخل إلى علم القراءات بالتجويد، لأبي عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر (ت: 463).
وهذا العنوان مفيد في التفريق بين علم القراءات وعلم التجويد، وأن القراءات لا تصلح بلا تجويد.
2) ذكر بعض كتب الوقف والابتداء ضمن كتب القراءات ففي (ص: 156) ذكر كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري (ت: 328)، وفي (ص: 158) ذكر كتاب الوقف والابتداء لابن جني (ت: 392)، وهذا يدل على أن هذا العلم من علوم القراءات عنده.
3) (ص: 370) معاني القرآن، للوزير أبي الحسن علي بن عيسى الجراح (ت: 334)؛ أعانه على تأليفه: أبو بكر بن مجاهد، وأبو بكر الخزَّاز النحوي.
وفي هذه المعلومة حرص بعض الأكابر المشغولين بأمور الدولة على التأليف، وفيها الاشتراك في التأليف، فالإعانة عليه نوع من المشاركة فيه.
وقد ذكر للوزير أيضًا كتابًا بعنوان (تاريخ القرآن العزيز)، وهذا العنوان من العناوين العزيزة.
4) (ص: 372) الشهادات في القرآن، لأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطوية (ت: 323).
وهذا العنوان يشير إلى أن المؤلف سار على الموضوعات فجمع ما يتعلق بالشهادات في القرآن وذكرها، وهذا يدخل في (التفسير الموضوعي) الذي كثرت العناية به عند المعاصرين.
فائدة: إذا ورد في كتب اللغة: قال ابن عرفة، فالمراد به نفطوية، وقد رأيته يلتبس على بعض طلبة العلم بابن عرفة الفقيه المالكي المتأخر (ت: 803)، مع ما بين وفاتهما من البون الشاسع مما يجعل المرء يتنبه إلى أن ابن عرفة المالكي لا يمكن أن يكون هو المراد لورود هذه الكنية في كتب سابقة لعصره مما يدل على أن المراد غيره.
5) (ص: 373) كتاب الشواهد، لأبي عبيد القاسم بن سلام، وهو كتاب في شواهد القرآن كما ذكر ابن خير في فهرسته (ص: 71).
والكتابة المستقلة في هذا الباب قليلة في كتب المتقدمين، وإن كان الاستشهاد في كتبهم كثيرًا.
6) (ص: 374) المنخول في أسباب النزول، لأبي العباس أحمد بن محمد القطيعي الحنبلي (ت: 563)، ويظهر من اسمه أنه يميز في أسباب النزول بين الصحيح والضعيف، ولم أجد من ذكره ممن كتب في ثبت كتب أسباب النزول.
7) (ص: 375) سجود القرآن المجيد، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال القزويني: (يحتوي على كل سجدة في القرآن، ومن سجد ببعضها ومن لم يسجد من الصحابة والتابعين).
وهذا الموضوع مع طرافته فإنك لا تجد فيه كتابات مستقلة، وغالب ما يوجد في كتب الفقه عند الحديث عن السجود وأنواعه.
وبعد، فهذه بعض الكتب الطريفة التي أسندها القزويني إلى مؤلفيها، وفي الكتاب من الفوائد المتعلقة بكتب التفسير وعلوم القرآن وبغيرها ما يحسن الرجوع إليه وقراءته والاستفادة منه.